الأستاذ عبد الله أصلان: إما الإصلاح الآن.. أو النهاية الحتمية
يحذّر الأستاذ حسن ساباز من الانحدار السكاني الخطير الذي تشهده تركيا في السنوات الأخيرة، معتبرًا أن تراجع معدّل الخصوبة تحول إلى أزمة تهدد بنية المجتمع ومستقبل البلاد على المدى الطويل. ويرى أن مواجهة هذا الخطر لا يمكن أن تتم عبر جهود الدولة وحدها، بل تستلزم وعيًا مجتمعيًا واسعًا وتشجيعًا فعّالًا للزواج والإنجاب قبل فوات الأوان.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
يشهد معدّل الخصوبة الكلّي في تركيا تراجعًا خطيرًا منذ ثمانية إلى تسعة أعوام، وتتداخل في انخفاض معدّلات المواليد عوامل عديدة، إلا أنّ الواضح أن هذه المشكلة باتت أزمة كبرى تطغى على بقية التحديات وتتفوق عليها في خطورتها.
وخلال مشاركتي مؤخرًا في حفل خطوبة، تناولتُ في كلمةٍ ألقيتها أهميةَ الزواج وخطورة التراجع السكاني، مشددًا على المعنى العميق الذي يحمله إنجاب الأطفال بالنسبة إلى المجتمع.
إنّ تأخر الشباب في الزواج، أو عزوف الأزواج عن إنجاب الأطفال، يستندان إلى أسباب متعددة ومتداخلة، ولم يعد هذا الملف عبئًا يمكن للدولة أو المؤسسات وحدها تحمّله؛ بل أصبح مسألة نتحمّل مسؤوليتها جميعًا بروح جماعية ووعي مشترك.
فالضغوط الاقتصادية، وإرهاق النساء العاملات، وما يخلّفه العالم الرقمي من عزلةٍ وفردانية، إضافة إلى تضخم الحقوق الفردية داخل الأسرة على حساب السكينة الأسرية… كلها أسباب جوهرية تقف وراء انخفاض معدّل الخصوبة، صحيح أن مسؤولية المعالجة تقع أولًا على عاتق الدولة والمؤسسات الفاعلة، لكن من الواضح أن جهودها وحدها لم تعد كافية.
وقد أشار رئيس الجمهورية، في ختام "ندوة الأسرة والثقافة والفنون" قبل أيام، إلى خطورة الوضع قائلًا: "أجراس الإنذار تدقّ وبصوت عالٍ للغاية، ولا يمكن لأي شخص يفكر في مستقبل هذا البلد أن يبقى غير مكترث"، كما أعلن أن الفترة الممتدة بين 2026 و2035 ستحمل اسم "عقد الأسرة والسكان".
وبحسب بيانات معهد الإحصاء التركي (TÜİK)، انخفض معدّل الخصوبة في عام 2024 إلى 1.48 فقط، ورغم بلوغ عدد المواليد الأحياء 937,559 طفلًا، فإن هذا الرقم يبقى دون مستوى 2.10 المطلوب للحفاظ على قدرة السكان على التجدد الذاتي، ما يعكس حجم الخطر بوضوح.
وعلى مستوى المحافظات، سجّلت شانلي أورفا أعلى معدّل للخصوبة بـ 3.28 طفل، فيما انخفض المعدّل في 71 محافظة أخرى إلى ما دون المستوى الحرج، وللمقارنة كان عدد المحافظات التي تقع تحت هذا الحد في عام 2017 هو 57 محافظة فقط، ما يوضح حجم التدهور خلال السنوات الأخيرة.
وقد تراجع معدّل الخصوبة الكلّي، الذي يعبّر عن متوسط عدد الأطفال الذين يمكن للمرأة إنجابهم خلال سنوات خصوبتها، من 2.38 في عام 2001 إلى 1.48 في عام 2024. وجاءت شرناق في المرتبة الثانية بـ 2.62 طفل، تلتها ماردين بـ 2.32، وفي الطرف المقابل، سجّلت بارتين وإسكيشهير أدنى معدّل بـ 1.12، تلتها زونغولداك وأنقرة بـ 1.15، ثم إزمير بـ 1.17.
ولا يمكن حصر مسألة الإنجاب في اعتبارات الغنى والفقر؛ فالفئات الأكثر ثراءً غالبًا ما تكتفي بطفل أو طفلين، بينما تشهد المناطق ذات الإمكانيات المحدودة معدّلات إنجاب تصل إلى خمسة أو ستة أو حتى ثمانية أطفال، وهذا يعكس واقعًا اجتماعيًا معقدًا، وإن كان لا يلغي أهمية تحسين الظروف الاقتصادية لتشجيع الزواج والإنجاب.
ولا شك أن التكاليف المترتبة على تربية الأطفال في الأرياف تختلف تمامًا عن الأعباء المالية الثقيلة للحياة في المدن الكبرى.
وخلاصة القول: إن مجتمعًا يختبئ وراء الأعذار ويتجنب الزواج والإنجاب، سيجد نفسه لا قدر الله في مواجهة مصير الانقراض، وليُدرك الجميع خطورة ذلك. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ حليم ستشكين أن الحياة الدنيا زائلة وخادعة، وأن السعي الحقيقي يكون في رضا الله ونيل مغفرته بالعبادة والعمل الصالح، ويشير إلى أن الانغماس في المال والشهرة أو ملذات العصر الرقمي يبعد الإنسان عن الهدف الحقيقي، فالآخرة هي الباقية والثواب الأبدي هو ما يبقى.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن تجارة الجنة مع الله مستمرة إلى يوم القيامة، كما جسدها الصحابة في الماضي، جسدتها حركة حماس اليوم، ويشير إلى أن الأمة ستظل تخرج مؤمنين صالحين، ثابتين في الإيمان والجهاد والصبر.
يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن الكماليين المتشددين هم الأكثر قدرة على إثارة الفوضى في مشروع "تركيا بلا إرهاب"، رغم القواسم المشتركة بينهم وبين PKK ودعم الغرب لكليهما. ويشير إلى أن صراعهم اليوم يتركز حول الرموز والسلطة ونمط الحياة أكثر من أي خلاف أيديولوجي حقيقي.